في تطور مهم استحوذ على الاهتمام الدولي، أصدر البنتاغون نتائج مراجعة شاملة تتعلق بواحدة من أحلك اللحظات في الأيام الأخيرة للوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان. وقد تناولت المراجعة بدقة الظروف التي أدت إلى التفجير الانتحاري المأساوي الذي وقع عند بوابة الدير في كابول في أغسطس 2021، والذي أدى إلى خسارة 13 جنديًا أمريكيًا وعشرات المدنيين الأفغان. وكان هذا الحادث، الذي وقع أثناء جهود الإخلاء الفوضوية من أفغانستان، موضع تدقيق وتكهنات مكثفة. وخلافًا للادعاءات السابقة التي أدلى بها بعض جنود مشاة البحرية الذين نجوا من الهجوم، خلصت المراجعة إلى أنه لا يوجد دليل يدعم فكرة تحديد هوية المفجر أو أنه كان على مرأى من قناصة مشاة البحرية قبل الانفجار. وتدحض هذه النتيجة الادعاءات التي أشارت إلى احتمال ضياع فرصة لمنع الهجوم، مما يثير تساؤلات حول دقة الروايات الأولية والتحديات التي تواجهها القوات على الأرض. تضمن تحقيق البنتاغون إجراء مقابلات جديدة وإعادة تقييم المعلومات الاستخبارية المتاحة لمعالجة الأسئلة العالقة حول التفجير. وكان الهدف من المراجعة توفير الوضوح والإغلاق لعائلات الضحايا والجمهور، مع التأكيد على الطبيعة الفوضوية والمعقدة للوضع الذي كانت القوات الأمريكية تعمل في ظله أثناء عملية الإخلاء. تعد هذه المراجعة الأخيرة جزءًا من الجهد الأوسع الذي يبذله الجيش الأمريكي لفهم الأحداث التي أدت إلى انسحابه من أفغانستان وتقييم تصرفاته خلال الأيام الأخيرة من مشاركته التي استمرت عقدين من الزمن في البلاد. وتسلط النتائج الضوء على البيئة المحفوفة بالمخاطر والتي لا يمكن التنبؤ بها والتي ميزت جهود الإخلاء، وتؤكد التحديات التي يواجهها أعضاء الخدمة أثناء سعيهم لتأمين المطار ضد التهديدات. ولم يسلط تقرير البنتاغون الضوء على الأحداث المأساوية التي وقعت في ذلك اليوم فحسب، بل ساهم أيضًا في الخطاب المستمر حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. إنه بمثابة تذكير واقعي لتعقيدات ومخاطر العمليات العسكرية في مناطق الصراع، والتضحيات التي يقدمها أولئك الذين يخدمون فيها.
كن أول من يرد على هذه مناقشة عامة .